بقلم سمية هندوسة
من اجمل ما شاهدت امس فى تأبين الشهيد د خليل ابراهيم اننى رايت السودان الذى ننشد و نتمنى , رايته متجسدا منذ ان بدأنا لجان التحضير لحفل التأبين وليلة الوفاء فقد كانت اللجان مكونة من كل اعراق السودان شرق و غرب شمال و جنوب (لا تقولوا بان الجنوب دولة لوحدها) اعلم ذلك ولكن سيظل الجنوب جزءا من الوطن وستظل الدماء هى التى تربطنا و توحدنا وليس الأُطر الجغرافية او النخب السياسية و لى يقينا سيظل قائما و اعلم بانه سيتحول الى حقيقة وهو عودة الجنوب و اكتمال خارطة الوطن فقط عودته مرهونة بذهاب هؤلاء , المهم ما شاهده فى حفل التابين و ما سمعته من خلال كلمات الموجودين أكد لى بان ما يربطنا ببعض كسودانيين اقوى من ان يقطعه الطيب مصطفى بعنصريته و انتباهته و لا على عثمان والبشير و نافع بسياستهم الفاشلة ونهجهم العنصرى فتأكدت بانه خاب فال الانقاذ فى كرتها الاخير وهو شق الشعب السودانى و قطع صلاته الاجتماعية بعد ان نجحوا فى فصل الجنوب عمليا بعد ان فصلوه اجتماعيا على المستوى الشعبى بتمييزهم للسودانيين بشمالى وجنوبى و قاموا بنشرها فى الصحف والعمل بها فى كل الجهات الشعبية والرسمية والان يعملون على فصل دارفور بذات الطريقة و اصبحت الانتباهة موجهة للعمل على فصل دارفور ووجوبية معاداة اهل الغرب فاصبح التمييز الان هو (ناس دارفور ) او (الغرابة ) و لم يتنبه لها اللبراليون و المثقفون فاصبحت تستخدم بشكل عفوى و غير مقصود فى المنابر و الصحف و المقالات و المواقع الالكترونية ولكنها ايضا مقصودة من قبل البعض و بهذا نستطيع ان نقول بانهم نجحوا فى توجيه الراى العام بعزل اهل دارفور بنعتهم بالمنطقة الجغرافية التى ينحدرون منها كانهم مواطنين غير سودانيين و بانتماءهم لمنطقتهم التى جاءوا منها يكونوا جردوهم من حقهم فى المواطنة و جنسيتهم السودانية لفصلهم عمليا على الصعيد الاجتماعى لتنفيذ انفصال دارفور تدريجيا على كافة الاصعدة و بتدرج مدروس و مخطط خبيث و قد انساق البعض له فحينما قتل طلاب سودانيين من جامعة الجزيرة بسبب الرسوم الدراسية ولانهم من دارفور كل اللذين كانوا يكتبون احتجاجا و غضبا على حكومة القتل العنصرية كانوا يكتبون ( طلاب دارفور ) و ليس طلاب جامعة الجزيرة دون قصد منهم ولكنهم بذلك يخدمون خط الحكومة وهو امتصاص الغضب الشعبى و محاولة التقليل من شأن الحدث . فلو كل من كتب كتب طلاب جامعة الجزيرة ستكون موجة الاحتجاجات اعنف و لكن حينما يقال طلاب دارفور ستقلل من حجم الحدث لانهم يرون بان اهل دارفور حسب التمييز العنصرى المتبع هم مواطنين درجة تالتة و لاخفاء الجرم المثبوت يقولون بانهم ينتمون للحركات المسلحة و يريدون ان يحولون فناء الجامعة لساحة معارك مع زملاءهم حتى لا يتعاطف معهم بقية الناس من شمال و شرق ووسط السودان . و لكن خاب ظنهم فقد خرج الطلاب من كل اجزاء السودان فى تظاهرات حاشدة ملأت شوارع الخرطوم ومدنى ولم تخرج نيالا او الفاشر او كتم فى مظاهرة لقتل طلاب الجزيرة ليس تقليل من شأن ما حدث و لكن لان الناس بدارفور اعتادوا على القتل و الاغتصاب و التشريد والمذابح والمجازر . كل يوم عشرات القتلى فى المدن دعك من المعسكرات والاطراف , فحينما يموت المواطن فى بيته بدانة او قذيفة صاروخية او بما تتكرم به طائرات الانتوف من قذائف عشوائية يصبح المواطنين غير آمنين فى منازلهم و يترقبون الموت دوما , لذلك ما حدث مع طلاب الجزيرة يرونه مصير محتوم وشر لابد منه طالما هم فى عهد عمر البشير و حكومة المؤتمر الوطنى التى تقتل مواطنيها بالطائرات والصواريخ و فى بورتسودان واليرموك حيث الضرب المدروس بالصواريخ والطائرات لاهداف بعينها يكتفون بالدفاع بالنظر , بل اننى اجزم بان حكومة البشير هى الحكومة الاوحد فى العالم التى تستورد الاسلحة و بمال الدولة و المواطنين لتقتل شعبها . الدول المحترمة تسخر قواتها المسلحة و كل ما تملك من اسلحة للدفاع عن اوطانها و شعوبها و الحفاظ على هيبة وسيادة الدولة من الاعتداءت الخارجية ولكن بالسودان يحدث العكس ولا عجب فنحن فى عهد الانقاذ , المهم ما اردت قوله هو حينما لا تخرج الفاشر او نيالا فى تظاهرة احتجاجا على قتل ابناءها و يخرج شمال ووسط السودان احتجاجا لذلك هذا يعنى بان النسيج الاجتماعى السودانى ما زال بخير ولم يتأثر بامراض المشروع الحضارى و سرطان مثلث حمدى , نعم اننا بخير رايت ذلك بام عينى امس فى احتفائية تأبين الشهيد د خليل و عشته بكامل استيعابى للحدث وكم افرحنى ذلك . فقد اقام ليلة الوفاء المجتمع السودانى وكافة التنظيمات السياسية و المدنية و شارك فيها جميع اطياف الشعب السودانى من شعراء و صحفيين و اطباء و مهندسين واساتذة و ربات البيوت و طلاب المدارس و الجامعات بمصر .
كان من بين الحضور الاستاذ على محمود حسنين و الاستاذ الصحفى الحاج وراق و د ماجدة محمد احمد(منظمة معا ) و القيادى بالشعبى المهندس كمال عمر و المهندس ابوبكر حامد و الكاتب ضحية سرير توتو و الاستاذ نصر الدين كوشيب (تحالف كاودا ) و السياسى سيد على ابو امنة ( جبهة بجا ) و الاستاذان عيسى على و على الصايغ ( مؤتمر البجا ) و د يسرى مهدى (ناشطة )و الاستاذان فائز السليك والزين ادروب ( الحركة الشعبية ) والاستاذة احلام مهدى (منظمة احلام ) و الاستاذة سبنا احمد (مركز نبتة للفنون ) و شباب حركة قرفنا و الصحفيين محمد لطيف و محمد يونس و محمد الاسباط وانور عوض و ناصف صلاح الدين و سليمان سرى و كثيرون جدا فقد زكرت من اعرفهم من الحضور , بدأت الاحتفائية بمعرضا للصور التى توثق للانتهاكات و المجازر فى دارفور و جنوب كردفان والنيل الازرق و صورا لجميع شهداء الكفاح المسلح فى عهد الانقاذ افتتحه الاستاذ على محمود حسنين و كلمات للحضور القاها المهندس كمال عمر و الاستاذ على محمود حسنين و المهندس ابو بكر حامد و الاستاذه رشيدة شمس الدين و قرأ الاستاذ سيد ابو آمنة قصيدة بعنوان انه الوعد خليل كما تم عرض فيلم يوثق لجرائم الانقاذ و انتهاكاتها العنصرية و غنى الاستاذ ابو ذر عبد الباقى اغنيات اطربت كل الحضور فرددها و رقص معها الجميع غنى للسلام و للمحكمة الجنائية و للسودان الجديد كما غنت الفنانة آسيا مدنى وطن الجدود فرددها الجميع و حركت فينا شجونا و مواجع وامل كما غنت اغنيات شعبية رقص على ايقاع اغنياتها كل السودان , نعم كل السودانيين كانو يرقصون ومن اجمل ما شاهدت فى الرقص فى اغنية بايقاع الكرن باسم (وليد دارفور) رقص فيها احد الجعليين صقرية و رقص كل من على محمود (بنى عامر ) و سيد ابو امنة (هدندوة ) و يوسف هندوسة ( رزيقات ) و محمد عابدين (شايقى ) ضحية سرير توتو (نوبة) و كثيرون لا اعرفهم . فرايت اللوحة التى فى خيالى دوما عن سودان المستقبل . انه السودان الذى نريد ذلك النموذج الذى رايناه فى تابين د خليل منذ التحضير و حتى الختام , فحقا رسل السلام يصنعونه احياءا و اموات لان الفكرة و المبدأ لا يموتان . فسلاما لك فى علياءك د خليل فامثالك لا يموتون ابداً.