الصورة: كينيث اوديور/إيرين
"كنت على وشك إعطائها الأطعمة الأخرى لتخفيف العبء عني"
علمت ميلكا* البالغة من العمر 25 عاماً، وهي أم لثلاثة أطفال، حقيقة إصابتها بفيروس نقص المناعة البشرية خلال إحدى زيارات متابعة الحمل في عيادتها المحلية في منطقة ندهيوا في غرب كينيا. كما أخبرها العاملون الصحيون هناك أن إرضاع طفلتها حديثة الولادة رضاعة طبيعية سيقلل من فرص إصابتها بفيروس نقص المناعة البشرية.
فالرضاعة الطبيعية المطلقة تقلل من خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأمهات المصابات بالفيروس إلى أطفالهن الرضع بثلاثة أو أربعة أضعاف مقارنة بالرضاعة المختلطة لأنه طبقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يعتقد أن السوائل والأطعمة الأخرى التي تعطى للطفل بجانب حليب الثدي تتلف جدار الأمعاء الرقيق والنفاذ للرضيع الصغير وتسمح بانتقال الفيروس بسهولة أكبر إليه.
لكن بالنسبة لمعظم الأمهات فإن ضغط الأقارب من أجل تقديم أغذية أخرى للطفل قبل بلوغه ستة أشهر يجعل تغذية الطفل مسألة حساسة. وروت ميلكا قصتها لخدمة بلاس نيوز التابعة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) على النحو التالي:
"لم نكن نعلم أنا وزوجي بحقيقة أصابتي بفيروس نقص المناعة البشرية إلا عندما حملت وذهبت إلى العيادة.
قالت لي الممرضة أن اختبار الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية جزء من إجراء إلزامي لجميع الأمهات وبعد تقديم المشورة لي كشفت لي عن أصابتي بالفيروس.
كنت قلقة على حملي، لكن الممرضة أقنعتني بأنني سألد طفلة غير مصابة بالفيروس إذا واظبت على الذهاب للعيادة واتباع نصائحهم.
وبعد الولادة، أخبرتني الممرضة أنه علي الاختيار بين حليب الثدي أو الحليب الصناعي كطريقة لتغذية طفلتي وقد اخترت الرضاعة الطبيعية لأنني لا استطيع تحمل نفقات الأغذية البديلة لحليب الأم.
وعندما بلغت طفلتي شهرها الثالث، بدأ زوجي– الذي لم يكن يعلم بعد بحقيقة إصابتي- وبعض صديقاتي القول أنه يمكن لطفلتي الآن تناول العصيدة حتى تنمو ويشتد عودها.
لكن مشاكلي بدأت من تلك اللحظة لأنني لم أكن أعرف ماذا أقول لهم. لكنني استمريت في رفض نصيحتهم وكل ما كنت أقوله لهم هو أنني سأفعل ذلك (أقدم لها العصيدة) لاحقاً. لكن الضغوط تواصلت.
لقد كنت على وشك إعطائها الأطعمة الأخرى لتخفيف العبء عني. وفي النهاية قررت أن أخبر زوجي عن سبب رفضي إعطاء طفلتنا العصيدة. وعندما أخبرته، هرب من المنزل ولم يعد إلا بعد أسبوع. ثم تشاجرنا، لكن في النهاية ذهبنا إلى المستشفى وقام بإجراء الاختبار وكانت النتيجة أنه مصاب أيضاً بالفيروس. وبعدها أصبح زوجي داعماً لي بدرجة كبيرة.
لم أستطع تحمل ذنب الاستمرار في إخفاء إصابتي بفيروس نقص المناعة البشري. وأعتقد أن إخبار زوجي بإصابتي بالفيروس كان أمراً جيداً من شأنه إنقاذ زوجي وإنقاذ طفلتنا.
ففي بعض الأحيان، يجب أن تتوقف عن إخفاء إصابتك بفيروس نقص المناعة البشرية من أجل إنقاذ طفلك".
لم يعد الضغط الذي أتعرض إليه من الأقارب والجيران يزعجني. أشعر بالراحة الآن، فليس ما يعتقدونه هم، ولكن ما أخترت أنا هو ما سيؤثر على طفلتي بطريقة سلبية أو ايجابية".
* ليس اسمها الحقيقي