Amnesty International Sudan
نرحب بكل زائر في هذا المنتدى منظمة العفو الدولية السودان
Amnesty International Sudan
نرحب بكل زائر في هذا المنتدى منظمة العفو الدولية السودان
Amnesty International Sudan
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Amnesty International Sudan

العدالة لنا لسيونا الناس امام القانون سواسية كن دائما مدافع عن المظلمين في الارض
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 استغلال الدين في السياسة الدكتور عادل عامر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 237
تاريخ التسجيل : 28/11/2012

استغلال الدين في السياسة الدكتور عادل عامر Empty
مُساهمةموضوع: استغلال الدين في السياسة الدكتور عادل عامر   استغلال الدين في السياسة الدكتور عادل عامر Icon_minitimeالجمعة يناير 25, 2013 2:26 am


إن فشل إشاعة فكرة التعايش وقبول الآخر، التي تعتبر أساس المجتمع الحديث. فالدولة بمفهومها الذي نراه اليوم بحدودها، يكاد يندر أن توجد واحدة تحمل تقاسيم واحدة بين كل فئات شعبها، من دين وطائفة وفرقة وعرق واحد. لذا فالتعايش ليس خيارا ولا خصلة أخلاقية، بل ضرورة وواجب وطني، وفيه قوانين دولية ملزمة به اليوم. على الدولة اليوم أن تعتبر التداعي الطائفي والتحريض أمرا محرما حتى تشعر بأن اللحمة الوطنية صارت تغلب على الانتماءات الطائفية والعرقية. ليس هناك في الإسلام فرق بين الدين والسياسة، وذلك لأن الاسلام دين ودنيا، وعقيده وشريعة، ودولة وآخرة، وبالتالي فالذي في عمله يؤدي عبادة كالصلاة في المسجد، فالعبادة في الإسلام عبادتان، عبادة بالمعني الخاص وهي ما قام عليه الاسلام الشهادتان، والصلاة والصيام والزكاة والحج لصلاح الدنيا بالدين، اما الذين يقولون لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين فهم مخطئون لأن الاسلام ينظم علاقة الفرد بربه وعلاقة الفرد بأخيه وعلاقة الحاكم بالمحكوم لذلك فإنه لا يجوز أن نحكم في حياتنا قانونا يبعونا عن شرع الله ويعطل منهج الله، أما إذا كان المراد بالسياسة الكذب والرياء والنفاق والغدر والغش والاحتيال فلا شك ان الاسلام بعيد كل البعد عن تلك الأخلاقيات، ومن هنا لابد أن نقول لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين. استخدام الدين في السياسة في هذا الشرق ليس مفاجأة . فمنذ بداية الدولة الأموية و نشوء الصراع على السلطة بين قبائل قريش نشأت أحزاب معارضة اتخذت من الدين شعاراً و أدارت من خلاله حركة الصراع . كل حزب سياسي في هذا الشرق كان يرتبط بالدين كحامل أساسي , في حين أن الأهداف الحقيقية هي أهداف سياسية تصب في الصراع على السلطة . لكي تؤسس حزباً في الشرق كان من الضروري أن يكون أساسه دينياً حيث في التحليل كان يبدو أن الصراع دينياً و لكنه في العمق كان سياسياً متستراً بأفكار دينية تمده بالتأييد و تجمع حوله الأنصار , لنسترجع التاريخ معاً : ( حزب آل البيت ) كان هدفه هو منازعة بني أمية على السلطة و ليس على الدين الذي لم يكن محل خلاف و حين هزم الأمويين خصومهم من أتباع الامام علي و أولاده أفرزت الساحة حركة سياسية و ليدة أنشأت( حزب بني عباس )الذي بقي ولاؤه لآل البيت و لكن من جناح آخر . و لأن الفرس فقدوا نفوذهم و امبراطوريتهم أيدوا بني العباس حتى أسقطوا الحزب الأموي و أقاموا الدولة العباسية التي شهدت نفوذاً فارسياً واضحاً . ثم نشأ الحزب الفاطمي في مصر فاعتمد على حامل ديني يمتد بالولاء إلى فاطمة ابنة الرسول و من ثم أقاموا الدولة الفاطمية و حين جاء الأتراك من الشمال رؤوا أنهم لن يتمكنوا من بسط نفوذهم و سطوتهم على البلاد العربية إلا من خلال الدين فقاموا بالانتساب إلى الاسلام و استمروا باسم الدين في حكم العرب لمدة ( 400 ) سنة . و حين قرر الأوروبيون اقتسام الدولة العثمانية وجدوا أن استخدام الدين ضروري للوصول إلى الهدف , فجاؤوا بشريف مكة و استخدموا مركزه الديني لإقناع العرب بالتعاون معهم ضد مركز الخلافة في استنبول و يجب نقله للعرب على كون أن شريف مكة يمثل هذا المركز , و كان للأوروبيين ما أرادوا . و بعد قيام الثورة الشيوعية لم يتوقف استخدام الغرب للدين في الشرق العربي و الاسلامي لمنع امتدادها و خلال 70 عاماً من الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي و المنظومة الاشتراكية تم استخدام الدين ضد الشيوعية على أساس أن السوفييت و من يواليهم في معسكر الكفر و الالحاد , فصارت كل التيارات الدينية تقف بجانب الغرب خوفاً من البعبع الشيوعي الذي يهدد دين المنطقة لا الغرب و لا استعماره ؟؟؟فحين دفع السوفييت جنودهم لمساندة أول دولة شيوعية في بلاد المسلمين في أفغانستان قام الغرب الاستعماري باستخدام الدين لاسقاط هذه الدولة فتسارعت الكثير من الدول الاسلامية من أجل هذا الغرض و على رأسهم السعودية بما تبرعته من أموال طائلة و عتاد و رجال و كله ضد دولة الكفر و الالحاد !!! و في زمن قياسي تم اسقاط هذه الدولة و ترحيل السوفييت حيث و بالاتفاق بين الولايات المتحدة و باكستان تم مساعدة حركة طالبان و هي حركة متشددة على الامساك بالسلطة . و في ايران الخاضعة للنفوذ الاميركي كان شاه ايران هو شرطي المنطقة التابع للولايات المتحدة و لكن حين تعاظم دور و نفوذ حزب ( توده ) الشيوعي و صار يهدد بتحويل ايران إلى دولة شيوعية قام الغرب الاستعماري و الولايات المتحدة بمساعدة التيارات الدينية للسيطرة على ايران و تم التخلي عن شاه ايران و تم ترحيله فقام المتطرفون الدينيون بالاستيلاء على السلطة في عملية توافقية أدت إلى تصفية جسدية لحزب توده الشيوعي ! و هكذا يوجد الكثير من الأمثلة التي تؤكد أن الاستعمار الغربي و على رأسه أمريكا تلعب بالشعوب العربية كما تشاء و تدخل فيهم كما تشاء و كله عن طريق بوابة واحدة و هي الدين و نلاحظ أيضاً أن استخدامنا للدين لم يحقق لنا أي مصالح بل كان ستاراً لمخططات و مؤامرات للسيطرة على المنطقة و نهب ثرواتها مرة بحجة ( البعبع الشيوعي ) و مرة بحجة ( البعبع الاسلامي ) . لكي يتوقف هذا الاستخدام التاريخي للدين في حياة العرب يجب أن نؤسس لقاعدة الاختصاص القائم على حرية الأديان و على حرية الأحزاب , دون السماح بالخلط بين النشاطين فتكون الأديان حرة في ساحة القيم و الأخلاق و يكون السياسيون أحراراً في ساحة الديمقراطية و العمل العام . آن الأوان للعرب أن يتمكنوا من تحقيق ادارة العقل للمجتمع دون أن يعتدوا على الموروث الديني و دون أن يسمحوا للخارج باستخدامه كما فعل في الماضي ضد تطورنا إن العلاقة مع الله هي ميدان الأديان أما علاقة الإنسان مع مجتمعه فيجب أن تكون من حق العقل و بدون هذا التوازن لن نخرج من النفق أبداً ونظراً لما تقدمه الطائفية من دور في الاستقطاب والتفريق، دأبت الأنظمة السياسية الجائرة على شهر سلاح الطائفية مع كل صراع وأزمة سياسية، فتجند لذلك الإعلام وعلماء البلاط وأنصاف المثقفين لتتمكن من تجييش الجهلاء والبسطاء وتحشيدهم لتضييق الخناق وتضييع الخيارات السياسية على المعارضة. ويبقى وعي المجتمع بالدوافع الحقيقية للطائفية عنصراً حاسماً في معادلات الصراع على المواقع والامتيازات، ذلك لأن الطامعون في الرئاسة لا يتمكنون من إمرار أجنداتهم الخاصة إلا عبر استغلال الجهال والركوب على ظهور البسطاء. قال تعالى: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ *أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ *فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ *فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) (سورة الزخرف، 51-54).

--
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية

محمول
01002884967
01224121902
01118984318
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://scos.webservices.tv
 
استغلال الدين في السياسة الدكتور عادل عامر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Amnesty International Sudan :: حقوق الانسان في الوطن العربي :: المعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسة جامعة الدول العربية-
انتقل الى: