ننا نلوم القومية العربية اكثر مما نلوم غيرها من القوميات للان العرب نزلت فيهم الرسالة ومفروض انهم احفظ لها من غيرهم ولان الاسلام اوجدهم من العدم من جهالة الي حضارة ولأنهم هم الشهداء علي بقية الامم وإذا قلنا وبإنصاف ان القومية العربية صليبية صليبية صليبية ولغرض هدم الخلافة ثم منع قيام الخلافة فأننا نقول ايضا ان العلمانية التي فرض علي تركيا بعد الخلافة هي ايضا صليبية ولكنها اصرح وأوضح من العروبة وكلاهما علي العموم انتماء الي لغة ( العربية ) او انتماء الي عرق ( الطورانية ) او انتماء الي سيد جديد مادي جدا ( العلمانية ) اما الاسلام فهو انتماء الي الله والإخاء فيه اخاء فوق اخاء الدم والوطن والقومية والظاهرة الجديرة بالتنبيه اليها هي انه ما من حاكم علماني إلا ولجأ الي ظلم الاكراد ظلما لا انسانيا وكأنة يستشف منهم الخطر علي الالتجاة العلماني كمال اتاتورك كان يدخلهم الكهوف في الجبال ثم يسدها عليهم ليموتوا احياء وصدام حسين يبيدهم بالكيماويات كأنهم صراصير او ذباب وليسوا بشر ادميين هذه ظاهرة سياسية في الشرق الاوسط تحتاج الي تحليل فبعض حكام الشرق الاوسط يدركون بغريزتهم المتمسكة بالكرسي ان الخطر علي الكرسي هو من الاسلاميين يدركون هذا منذ بدا النقراشي حربة مع الاخوان وسحبهم من فلسطين ثم بدا سلسلة الاعتقالات والتعذيب التي توالت علي يد العسكريين في ثورة يوليو الي الان لماذا يعذبون الاسلاميين بالذات انة هو نفس الوضع الذي جعل فرعون يقتل كل مولود ذكر للأنة يدرك ان الاسلاميين هم اصحاب المستقبل الذين يستفزون بالفتح الذي وصفه القران ( اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره ) وهؤلاء لا يريدون نصر الله ولا الفتح لا يريدون ويعملون علي استبعاده بالاعتصام بجبل يعصمني كما قال ابن نوح والجبل الذي يعصمهم هو قوة غربية سواء بركانيا سابقا او امريكا او روسيا وهو يبقون تحالفهم كلها علي هذا الاسلام ولا يعتبرون ان القدر يتدخل بدور هام في لحظة هامة ويعتبرون ان كل من يضع عامل القدر في حساباته شخصيا مخرفا تسيطر علية الخرافة وينسون ان الكون كله بين اصابعة يقلبة كيف يشاء فها هي امريكا جهزت طائراتها لضرب طهران ايام الرهائن فجاءت العاصفة واقتلعت الطائرات اقتلاعا ثم جاءت بنت وقادت سيارة ملغومة لم يعمل حسابها احد فانسحبت امريكا من بيروت ذليلة ذل من يحرص علي الحياة ويفاجاة بان علي الارض اناسا لا يرهبهم الموت ويلقون بأنفسهم في احضانة وبنوا لصدام مصانع كيماوية وسلحوه بالسلاح وانفقوا علية انفاقا ابهظهم تماما حتى انقلب عليهم وانقلبوا علية حني اعدموة في عيد المسلمين الاكبر وحتى سلم صدام للايران بكل طلباتها التي سانده العالم كله عليها 8 سنوات نريد ان نقول ان هناك ارادة البشر وان بعيدي النظر هم الذين يزرون ارادة الله حول هذا المربع وفوق ارادة البشر هؤلاء هم الاسلاميون وان هناك مجموعة اخري لا تري إلا حدود المربع وتعتبر عدم رؤيتها لما بعد الحدود واقعية وعقلانية ولا يرون انه عمي بصر ناتج عن عمي قلب ويسخرون ممن يري خارج حدود المربع ارادة الله ويعتبرونه مخبولا او رجعيا او مخرفا وهذا الوضع قائم في التاريخ منذ القدم ودائما ينتصر اصحاب الحقيقة الذين يرون خارج حدود المربع ومع ذلك في كل حقبة من الزمن لا يتعظ العلمانيون ويكررون نفس الخطأ بإصرار وتباهي وتفاخر وينشئون لذلك نظريات وكتب وتعاير فلسفية ويحشدون الناس في اضراب وكل حقبة من الزمن يتدخل القدر مرة لصالح المستضعفين المبعدين عن قيادة البشرية والمعذبين للانهم يقولون بوجود ارادة لله وإنها ارادة فوق ارادة القوي العظمي والغير عظمي ويصل الغباء والعمى بالعلمانيين ان يقول جندهم لو ان الله نزل للادخلناة الزنزانة لخدمة سيدهم الذي يفر امام اليهود او الذي يجندل تحت الكراسي علي يد ضابطة هو نفسه وماهو اسوأ مما حدث ومما يمكن ان يتصور فهذا الوضع نفسه علي نطاق الحكومات العلمانية والأكراد كمال اتاتورك يحشرهم احياء داخل الكهوف ثم يسدها عليهم ليموتوا احياء داخلها وصدام يبيدهم بالمبيدات الكيماوية كالذباب والصراصير وروسيا تستعمل معهم المدفع وتطلق عليهم الارمن للانهم يحسون بالغريزة دون ان يدركوا بالعقل او التفكير ان المستقبل يحمل مفاجأة دولة اسلامية عالمية واحدة رأس حريتها هم هؤلاء الاكراد إننا إذا استعرضنا في الذهن منظومة الكيانات السياسية في التاريخ الإسلامي ، أو ما أطلق عليه اسم (الدويلات الإسلامية) التي تجاوزت في عددها العشرات، فانا سنجد من وراء التنوّع السياسي أو بموازاته، تغايراً في التعبير الثقافي، ولكن في دائرة الإسلام، وسنجد ـ كذلك ـ حماساً لم يفتر عما كان عليه أيام وحدة الدولة الإسلامية ، لتحقيق المزيد من المكاسب لهذا الدين وعالمه: نشراً للإسلام في بيئات جديدة ، وجهاداً للكفار فيما وراء الحدود ، وتوسيعاً للسلطة الإسلامية فيما وراء الثغور ، وتعزيزاً وإغناء للقيم الحضارية الإسلامية التي تلتقي على المبدأ الواحد والمصير المشترك. أي باختصار، وكما أطلق عليها المستشرق المعروف فون غرونباوم في كتاب أشرف على تحريره بالعنوان نفسه: (حضارة الوحدة والتنوّع). كل الشعوب التي انضوت تحت الدول الإسلامية منحت فرصتها للتحقق والتعبير عن الذات، وبقي المجال مفتوحاً ، حتى للعبيد والمماليك ، كي يشكلوا دولاً ، ولغير المسلمين أن يتمتعوا بحقوقهم الدينية والمدنية كاملة ، وأن يتبوؤا مواقع متقدمة في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية ... لقد انطوى عالم الإسلام على كل أشكال التعددية العرقية والدينية واللونية والمذهبية والطبقية. وهكذا وجد الكرد أنفسهم ، وصنعوا تاريخهم ، في ظلال العصر الإسلامي ، ونفذوا مشاركة فاعلة في مصائر الأمة الإسلامية في السلم والحرب ... في الحضارة والسياسة معاً. وقدّر لهم في دائرة أممية مرنة منحت الفرص المفتوحة لجميع الأقوام والشعوب ، أن ينشئوا عشرات الدول والإمارات والكيانات السياسية. ويكفي أن نرجع إلى مصنفات المؤرخ الكردي المعروف (محمد أمين زكي( أو إلى مصنفات كل من المستشرق المعروف (زامباور) (معجم الأنساب والأسرات الحاكمة) وستانلي لين بول (الإمارات المحمدية) وبوزورث (IslamicDaynasties) لكي نرى بأم أعيننا منظومة الدول والإمارات التي أقامها الكرد عبر التاريخ الإسلامي ، والتي غطت مساحات واسعة من الزمان والمكان ، ومارست دوراً مؤثراً وفاعلاً في مجرياتهما ومصائرهما. ولنرجع إلى البدايات الأولى ... إلى (جابان) الكردي الذي اجتاز المسافات الطوال لكي يلتقي برسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المدينة ويعلن إسلامه، فيكون أول سفير للشعب الكردي إلى دولة الإسلام ، والنبتة الأولى التي ما لبثت أن نمت وازدهت في جبال كردستان وسهوبها ومدنها وقراها لكي تعجب الزراع وتغيظ بهم الكفار...إن رحلة (جابان) ( رضي الله عنه ) تذكرنا برحلة سلمان الفارسي (رضي الله عنه) بحثاً عن الحق...اجتياز الطريق الطويل للقاء بالرسول القائد (صلى الله عليه وسلم) ومبايعته على الإسلام، فيما يؤكد ـ مرة أخرى ـ ان هذا الدين ما جاء للعرب وحدهم ، وانما للناس كافة على تغاير أجناسهم وأقوامهم ، وانتشارها في الزمن والمكان. بعدها قدمت مجموعة من التجار الكرد إلى المدينة المنورة لكي تعلن إسلامها بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فتكون هذه الثلة المباركة، مع الداعية الأول ( جابان ) نواة الوجود الإسلامي في كردستان ، والنبتة التي سيقدر لها أن تنمو وتزدهي وتمتد جذورها في الأرض الطيبة لكي ما يلبث شعب بكامله أن ينتمي بطواعية تامة إلى الإسلام. وعلى يد (جابان) أسلم (ديلم الكردي) رئيس الحرس الكسروي الذي ما لبث أن تمرّد على عبوديته لكسرى وشارك في القتال ضد الساسانيين مع إخوانه العرب في معركة القادسية ، وكأنه رأى بثاقب بصيرته البعد الحقيقي لعمليات الفتح الإسلامي باعتبارها مشروعاً تحريرياً للشعوب من نير الطواغيت الكسروية والقيصرية التي استعبدتها وأذلتها زمناً طويلاً ... ها هو الآن يرفض الخضوع للمعادلة الجائرة ، يتمرد عليها ، ويذهب إلى ساحات الجهاد لكي يشارك إخوانه في إسقاط عروش كسرى وقيصر ، وتحرير العباد والبلاد من قبضة الطاغوت
--
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية
محمول
01002884967
01224121902
01118984318