توعد الرئيس عمر البشير المعارضة السودانية "بالحسم والحساب" بعد توقيعها لوثيقة الفجر الجديد مع الجبهة الثورية، وهددالبشير بحرمان الاحزاب الموقعة من ممارسة العمل السياسي..اللهجة الحكومية العنيفة ضد المعارضة هذه المرة، تدل على ان حكومة الخرطوم تدرك ان انتقال المعارضة من منطقة " اسقاط النظام عبر الوسائل السلمية" ، الى خيار " اسقاط النظام بكافة الوسائل "، لهو تطور خطير فى سباق الاستحواز على السلطة فى السودان. ويُعد توقيع المعارضة السودانية على وثيقة " الفجر الجديد" ، مع الجبهة الثورية التى تقود مواجهات عسكرية مسلحة مع حكومة الخرطوم فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ، ايذاناً بانتقال الساحة السياسية السودانية الى مرحلة جديدة ، قد تشهد انتقال ساحات المعارك الى المناطق التى تعتقد حكومةالخرطوم بأنها بعيدة عن مصادرالنيران.
وبدأت السلطات السودانية ،فى تنفيذ وعيدها ضد المعارضين، واقدمت على اعتقال الموقعين على الوثيقة فور وصولهم الى الخرطوم قادمين من كمبالا التى شهدت حفل التوقيع، وكان فى مقدمة المعتقلين ،الاستاذ جمال ادريس وانتصار العقلي من الحزب الناصري . كما قامت بتوقيف رئيس حزب المؤتمر السودانى خلال زيارته لشمال كردفان ، ومنعت كمال عمر ، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي السوداني من الدخول الى مدينة عطبرة للاشتراك فى ندوة سياسية.
وكان الرئيس السوداني قد أكد في وقت سابق أنه سيحظر العمل السياسي على القوى السياسية التي تتعامل مع الحركات المسلحة، في إشارة إلى الأحزاب التي وقعت الاتفاق. وقال "لن نسمح لأي قوى سياسية تتعامل مع التمرد والخارجين عن القانون بممارسة العمل السياسي".
كما تعهدت الحكومة السودانية باتخاذ إجراءات رادعة ضد قوى المعارضة، ووصفت اتفاق "الفجر الجديد" بـ"الفجر الكاذب".
وقال نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني ونائبه لشؤون حزب المؤتمر الوطني الحاكم -أمام جمع من قوات الدفاع الشعبي (قوات حربية غير حكومية)- إن "المعارضة حفرت لنفسها قبرا باعتمادها تلك الوثيقة، لأنها تقوم على رفض مبادئ الشريعة الإسلامية"، معلنا أن العام الجديد "سيكون عام بدر الكبرى.
ويتوقع أن تصعد الحكومة من "حملاتها الانتقامية" ضد المعارضة خلال الايام القادمة ، بالنظر الى ان الحكومة كانت متحفزة الى هذه الخطوة منذ نهايات العام الماضي عندما بدأت حملتها بالتضييق على الناشطين فى مجال المجتمع المدنى واغلاقها لأهم مراكز التنوير فى العاصمة. وبالرغم منأن لهجة الرئيس البشير و هجومهً العنيفً على المعارضة، ووصفه التوقيع على وثيقة الفجر الجديد بأنه عمالة وخيانة للوطن، وقال انه لن يسمح بتواجد " الطابور الخامس بينهم"، فى الداخل،، بالرغم من أنها هي اللغة التى تعود النظام تصديرها، إلا ان الاوضاع المضطربة على اكثر من صعيد، تؤكد على أن الحكومة ستمضي فى تدابير عنيفة ضد المعارضة.
ففى دارفور، تصاعدت المواجهات بين القوات المسلحة ومقاتلي الحركات المسلحة فى الاقليم. وارتفع عدد ضحايا الاقتتال بين مجموعات قبلية في ولاية شمال دارفور إلى مئات القتلى والجرحى .
وقالت البعثة الأممية الأفريقية المشتركة في دارفور "يوناميد" إنها تلقت معلومات من مسؤول محلي في ولاية وسط دارفور بسقوط منطقتين في جبل مرة في يد حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.. وذكرت "يوناميد" أن حاكم ولاية وسط دارفور ،يوسف تبن، أبلغها أن مجموعة مسلحة استولت على بلدتي جولو وروكيرو في منطقة جبل مرة ،، موضحة في بيان أن نحو 850 عائلة ترك أفرادها ديارهم وفروا إلى قرية نرتيتي بسبب المعارك، بينما تهيم عائلات أخرى في الجبال بحثاً عن ملاذ آمن.
من الجانب الحكومي يقول العقيد الصوارمي سعد المتحدث باسم الجيش ،أن الجيش صدّ هجوماً شنته حركة تحرير السودان على المنطقة نفسها، وأن أكثر من 30 مقاتلاً لقوا حتفهم في هذا الاشتباك..
وقال الصوارمي في بيان صحفي ليل الجمعة "أن الجبهة الثورية قامت بقصف كثيف على قواتنا في منطقتي الحمرة والإحيمر بالولاية، تبعه هجوم بقوات كبيرة مدعومة بثمانية دبابات بقصد احتلال مواقع متقدمة تمكنهم من قصف مدينة كادوقلي". غير أن الناطق باسم حركة تحرير السودان،إبراهيم الحلو قال إن قواته تسيطر سيطرة كاملة على منطقة جولو بعد صد هجوم للجيش، مشيراً إلى مقتل عدد كبير من قوات الحكومة.
هذا بينما تتواصل الاشتباكات فى دارفور بين الرزيقات وقبيلة بني حسين في ولاية شمال دارفور ،وسط عمليات نزوح واسعة النطاق وفرار الآلاف صوب محافظتي كبكابية وسرف عمرة في ظروف إنسانية سيئة.
وأعلن محافظ محلية السريف ،ارتفاع عدد قتلى المعارك المتصاعدة بين الطرفين منذ خمسة أيام إلى 31 قتيلاً و65 مصاباً، مشيراً إلى أن حصر الجثث لا يزال مستمراً، وتوقع ارتفاع أرقام الضحايا.
وأعلن أن حكومة ولاية شمال دارفور أغلقت منجم منطقة جبل عامر لتعدين الذهب في محافظة السريف بني حسين حيث بدأت المواجهات القبلية.
قالت الامم المتحدة إن 30 ألف شخص نزحوا عن ديارهم في اقليم دارفور بغرب السودان وأصبحوا في حاجة للغذاء والمأوى بعد أسبوعين من القتال هما الأسوأ منذ عدة اشهر. وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في تقرير ان نحو 30 الف شخص فروا من ديارهم في بلدتي قولو وجلدو هربا من اسبوعين من القتال الذي بدأ في 24 ديسمبر في منطقة جبل مرة.
ونقل التقرير الذي صدر امس الاول الخميس عن احصائيات للحكومة السودانية وأحد قادة العشائر ان نحو 2800 شخص لجأوا إلى مخيم نرتتي بوسط دارفور حيث يقيم بالفعل 42 الف نازح.
وقالت القوة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام (يوناميد)في دارفور ان المتمردين من جيش تحرير السودان الذي يقوده عبد الواحد محمد النور سيطر على بلدتي قولو وروكيرو. ونفت الحكومة فقد هذه الاراضي وقالت انها صدت الهجمات.
وقالت في بيان ان القتال اسفر عن سقوط عدد من القتلى والمصابين ووقوع اعمال نهب للقرى المجاورة ونزوح آلاف المدنيين الذين اضطروا للفرار نحو بلدة كبكابية وسرف عمرة والسريف.
واضافت ان ثلاث طائرات لليوناميد اجلت 26 جريحا وقالت ان عدد القتلى لم يعرف لان رجال القبائل منعوا دخول دورية منطقة جبل عامر حيث يقع المنجم.
وعلى صعيد العلاقات بين دولتي السودان ، نقلت وسائل الاعلام الرسمية "موافقة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت على طلب من البشير بعقد لقاء ثنائي قبل اجتماعات القمة الأفريقية بأديس أبابا في 24 يناير الجاري لحلحلة القضايا كافة ودخول الاجتماعات الأفريقية بموقف موحد". وكان الرئيس البشير قد التقى يوم الأربعاء بسفير دولة الجنوب ميان دوت أبلغه خلال اللقاء برغبته في عقد اللقاء مع سلفاكير. وكما هو معلن، فان اللجنة الامنية المشتركة بين البلدين يُفترض ان تلتئم فى اديس ابابا منتصف هذاالشهر، لاتخاذ خطوات عملية باتجاه تنفيذ اتفاق الرئيسين الاخير.. لكن كل ذلك لايعدو أن يكون فى حكم "الآمال المستحيلة" ، بالنظر الى الاستقطاب السياسي الداخلي ،والمواجهات الميدانية الدموية على خطوط التماس،، ففى ظل هذا المناخ يتعذر التوصل الى خارطة طريق لحسم القضايا العالقة بين الدولتين، ويستحيل كذلك التفاهم بين حكومة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية/ قطاع الشمال، لاسيما وأن الحكومة تنظر الى قطاع الشمال على أنه "مهندس وثيقة الفجر الجديد".
من جهة أخرى، أعلن وزير النفط والتعدين في جنوب السودان ستيفن ديو داو عقب عودته أمس الاول من زيارةالى تل ابيب، أن بلاده اتفقت مع شركات إسرائيلية تعمل في مجال النفط والتعدين أبدت استعدادها للاستثمار في هذا المجال بغية التوصل إلى اتفاق..
--
تأسس التحالف في مايو 2008 , وبات يضم أكثر من 100 منظمة من منظمات المجتمع المدني العربي في19 دولة عربية وجاء تأسيسه استجابة مباشرة للصمت العربي الرسمي وغير الرسمي علي ما يحدث في دارفور، ولكي يساهم بشكل فعال في تغيير الوضع المأساوي في دارفور ويقدم نموذجًا لدور المجتمع المدني في الدفاع عن حقوق الأفراد والمجموعات , بما فيها النساء والاطفال , التي تتعرض حقوقهم للانتهاك في ظل النزاعات المسلحة والأزمات الانسانية .
Wadah Tabir
Coordinator - Arab Coalition for Darfur
Yassen Ragheb St.. from Gamal El Din Kassem, 8th district,, behind El Serag Mall, building No. 2, 1th floor, flat No. 3
Nasr City, Cairo- Egypt
Tel: 00202227585 – 0020222753975
Fax: 0020222874073
Mob: 00201009240291
Email:
wadah@acdarfur.netWebsite:
www.acdarfur.net