لقد اثبتت مليونية الشريعة والشرعية نجاحها بقوة , والتي شارك فيها الشعب المصري بكل قوة باختلاف انتماءاته السياسية , والذي اثبت مدى انتماءه واخلاصه لمصر وحبه لها ومدى مطالبته بتطبيق شرع الله وتأكيده لشرعية الرئيس الثوري المنتخب محمد مرسي , وهناك عدة ملاحظات علي هذه المليونية التي احتشد الشعب المصري والتي تقدر بعدة ملايين كما صرحت قناة الجزيرة مباشر , والتي علي إثرها لم تستطع الكاميرات تصويرها كاملة ومن هذه الملاحظات مايلي :-
أولاً : نجد أن هذه المليونية التي كنت متواجدا بها بالامس وشرفت بذلك ذكرتني بمليونية 11 فبراير 2011 يوم تنحي المخلوع , بل كانت أكثر منها -دون مبالغة في ذلك - فقد امتلأت شوارع القاهرة عن آخرها هذا بخلاف باقي المحافظات التي احتشد فيها المصريون تأييداً لقرارات الرئيس وشرعيته وتأكيدا لمطالبتهم بتطبيق شرع الله .
ثانياً : أثبتت هذه المليونية أن شعب مصر يستطيع ان يجعل اي مكان يتظاهر فيه ميدان تحرير جديد , نظراً لأن ابناء النظام البائد احتلوا ميدان التحرير الذي هو رمز الثورة معتقدين انهم بذلك اصبحوا ثوار والذي ساعدهم في ذلك بعض القوى السياسية والثورية المعترضة علي الاعلان الدستوري , والذي كان من الاحري بهم باعتبارهم ثوار ان يطردوهم خارج الميدان بدلا من ان يتفاخروا بملأ الميدان بهم - وهم بذلك اضاعوا حق الشهيد الذي يتغنون به في هتافاتهم - لأنهم وضعوا ايديهم في ايدي قتلة الثوار من جديد.
ثالثاً : أن هذه المليونية أثبتت ان الأغلبية من الشعب المصري تؤيد قرارات الرئيس مما لا يدع مجالاً للشك تفهمهم للوضع الراهن الذي اضطر فيه الرئيس لاصدار مثل هذا الاعلان الدستوري الذي حصن به قراراته نظراً للمؤامرة التي كانت ستحدث لولا قيامه باصدار هذا الاعلان.
رابعاً : وهي من اهم الملاحظات أننا لم نسمع في هذا المليونية عن حالة تحرش واحدة كما يحدث في التحرير حاليا , ولم نر حالة حريق واحدة في أي من مؤسسات الدولة او الاعتداء علي أي منها , ولم نجد اي مخيمات بها شرب حشيش أوبانجوا وغيرها من الاشياء المجرمة والمحرمة ايضا كما يحدث في التحرير الذي دنسه فلول النظام البائد , مما يؤكد اندساس البلطجية وابناء النظام الفاسد في التحرير بين بعض المتظاهرين المعترضين علي قرارات الرئيس.
خامساً: ان مفهوم الديمقراطية التي تتشدق بها المعارضة وتنادي بها دائما هي الاحتكام الي الشعب المصري في كافة القرارات التي تتخذ , ولذلك نجد ان الشعب قال كلمته امس في كافة الميادين واثبت شجاعته ووعيه بعيدا عن الاعلام المضلل الذي يخفي الحقائق ويظهر مايريده فقط , وقرر تاييده لقرارات الرئيس محمد مرسي , وبالتالي نلاحظ هنا ان الديمقراطية تحققت ويجب علي الاقلية من المعارضة الانصياع لها ولهذه القرارات بعد ان قررت الاغلبية تأييدها لهذه القرارات بكل قوة , اما مايحدث الان من استمرار للاعتصام بالتحرير والمطالبة باسقاط الاعلان الذي ايده الشعب في مليونية تكاد تكون اشبه بالاستفتاء , ماهو الا انقلاب علي الشرعية والديمقراطية في نفس الوقت , مما يؤكد ان هؤلاء يرددون شعارات ولا يعملون بها وبالتالي فهم يذكروننا بالنظام المخلوع .
سادساً وأخيراً: ان القرار الذي اتخذه الرئيس مرسي امس بتحديد موعد 15 ديسمبر المقبل للاستفتاء علي الدستور هو الحل لانهاء هذا الصراع السياسي الذي تشهده البلاد ويقلل من الاحتقان بين المؤيدين والمعارضين لأن هذا الدستور الجديد سيلغي كافة الاعلانات الدستورية السابقة عليه وكافة الاستثناءات والتحصينات , وبالتالي يجب علي الجميع النزول للمشاركة في الاستفتاء علي الدستور بكل فاعلية سواء " بنعم ام لا " وذلك بعد القراءة الجيدة لنصوصه , وهنا سيصبح لأول مرة لدينا دستور مصري قوى من اعظم دساتير العالم , شارك في اعداده كافة اطياف الشعب المصري بمن فيهم الاعضاء المنسحبين لأنهم شاركوا في اعداد اكثر من 95% من مواده وتوافقوا عليها.
حمى الله مصرنا من كل سوء
m_alhadda@yahoo.com